الخميس، 12 ديسمبر 2013

مشروع تنظيف الفضاء من النفايات يتلقى دفعة قوية من شركة سويسرية



عثر المشروع السويسري الهادف إلى إرسال قمر صناعي من أجل تنظيف الفضاء من الحطام والنفايات على شريك يضعه على المدار. فقد وافقت شركة "أنظمة الفضاء السويسرية" S3، على إطلاقه وتوفير تمويل إضافي بقيمة 15 مليون فرنك لتطوير المشروع برمته.

هذه الصفقة تم الإعلان عنها يوم الثلاثاء 10 سبتمبر 2013 من طرف المعهد التقني الفدرالي العالي بلوزان ومؤسسة الفضاء السويسرية من مقرّ المؤسسة في باييرن Payerne.

فولكر غاس، مدير مركز الفضاء السويسري بالمعهد التقني الفدرالي العالي بلوزان عبّر عن سعادته بالإتفاق وقال: "ما كان مجرّد فكرة أصبح الآن شيئا ملموسا بفضل مشاركة شركة الفضاء السويسرية"، وأضاف أنه "من المفترض أن تضمن مشاركة هذه المؤسسة نجاح هذه المهمة".

ومن المنتظر الآن أن يكون القمر الصناعي CleanSpace One أوّل قمر تقوم بإطلاقه أنظمة الفضاء السويسرية في عام 2017 أو 2018. وستتم عملية الإطلاق على ثلاث مراحل، تتمثل الأولى في قيام طائرة ركاب يُعاد تصميمها للغرض بحمل مكوك قابل لإعادة الاستخدام مداريا يبلغ وزنه 250 كيلوغرام إلى علو يصل إلى عشر كيلومترات، ثم يقوم المكوك بالصعود ذاتيا إلى علو 80 كيلومتر، حيث تتلقى الحمولة دفعة صاروخية تضعها على المدار.

عملية التنظيف
مشروع "حارس الفضاء" الذي أُعلن عنه العام الماضي، يهدف إلى إزالة جزء من عشرات آلاف قطع الحطام والنفايات التي تملأ الفضاء وتتراوح مكوّناتها بين الغلاف الخارجي للأقمار الصناعية وطلاء الرقائق. وتدور هذه المخلفات غير المرغوب فيها حول كوكب الأرض بسرعة تناهز 28.000 كيلومتر في الساعة، وتضع في بعض الأحيان المركبات الفضائية في خطر وقد يؤدي ببعضها إلى كارثة رهيبة.

في هذا السياق، يقول كلود نيكوليي، رائد الفضاء السويسري السابق: "يمكن أن يؤدي تصادم قطع النفايات إلى نتائج خطيرة ونفقات باهظة جدا. ومن شأنها أن تؤدي إلى فقدان أقمار مُكلفة على سبيل الذكر".





                              


يشتمل برنامج الإختبار الأوّل الذي سيخضع له CleanSpace One على التقاط وإزالة قمر أو قمريْن صغيريْن سويسريْين مثل SwissCube أو TIsat، وسحبهما إلى الغلاف الجوي مرة أخرى، حيث من المنتظر أن تتعرض النفايات و"حارس الفضاء" في نفس الوقت إلى الإحتراق خلال رحلة العودة إلى الأرض.

وفقا لفولكر غاس، تمّ الإنتهاء من وضع تصميم قمر CleanSpace One الذي ينتظر أن ينطوي على مكعّب يبلغ طوله 30 سنتيمتر، ووزنه 30 كيلوغرام، مع وجود آلية معيّنة مخصصة لإلتقاط الحطام.
في البداية قُـدّرت ميزانية المشروع بعشرة ملايين من الفرنكات، إلا أن غاس عزا الزيادة الملحوظة فيها إلى التكاليف الباهظة لعملية الإطلاق، وقال موضحا: "لقد استند تقدير التكاليف في البداية على ما كان مُتاحا من القاذفات في ذلك الوقت، ولكن الرهان أصبح الآن على نوعية أخرى من الرحلات. التكاليف الإجمالية للمهمّة أضحت الآن أعلى من السابق، لكن عملية الإطلاق أصبحت تحمل اسمنا، بدلا من القيام بها تحت يافطة أخرى".

في مقابل ذلك، أشار مدير مركز الفضاء السويسري بالمعهد التقني الفدرالي العالي بلوزان إلى أن "ثمن القمر الصناعي نفسه يظل دون تغيير"، أي في حدود خمسة ملايين فرنك.


استثمار سليم
من جهته، يرى باسكال جوسّي، المدير التنفيذي لشركة "أنظمة الفضاء السويسرية" (S3) أن الإستثمار في مشروع CleanSpace مهمّ ومثمر جدا. أما الهدف من مشاركة هذه المؤسسة الوطنية السويسرية فيتمثل في خفض تكلفة عمليات الإطلاق التجارية وجعلها متاحة على نطاق أوسع، مضيفا بأن هذه المخلفات في الفضاء تمثّل خطرا غير محسوب العواقب.

وأضاف جوسّي يقول: "إذا لم نعالج الآن مشكلة النفايات وتراكمها في الفضاء المداري، سوف يجعل إمكانية وصول الأجيال اللاحقة إلى الفضاء موضع شك". مع ذلك، تؤكّد شركة "أنظمة الفضاء السويسرية" أنها لن تهتمّ بالأقمار الصناعية التجارية وستظلّ تركّز جهودها على عمليات الإطلاق.

أخيرا، يشدد جوسّي على أن هذه الشراكة "ليست شراكة تجارية"، وعلى أن "ما تريد إثباته هو أن تنظيف الفضاء مُمكن من الناحية التقنية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق