الجمعة، 5 أكتوبر 2012

بريطانيا تطور "رمحا" فضائيا لتنظيف مخلفات الفضاء



طور مهندسون بريطانيون نظاما يقضي بتتبع الاقمار الصناعية المعطوبة والمخلفات الفضائية وسحبها خارج السماء.

ودفعت المشكلة المستمرة لتقادم الاقمار الصناعية الدائرة حول الارض، والتي تشكل الان تهديدا بالاصطدام بمركبات الفضاء التي نعتمد عليها حاليا، إلى السعي إلى تطوير هذه الوسيلة.


وسوف يجري اطلاق "رمح" فضائي صوب القمر الصناعي المعطوب من خلال حزمة دفع تركز على الهدف الذي يقوم بدوره بسحب القمر الصناعي المعطوب واحراقه في الغلاف الجوي.


وقال جايمي ريد، مصمم الرمح الفضائي لدى مؤسسة استريوم يو كيه "أصبح الفضاء جزءا مهما من البنية الاساسية لحياتنا حيث نستخدمه في رصد الاحوال الجوية في تقنيات التواصل ونراقب الارض وكذلك نظام تحديد المواقع المعروف باسم جي بي اس وانشطة الاتصالات."


وقال الاقمار المعطوبة أصبحت تشكل تهديدا لهذه الخدمات الحيوية ان لم نتخذ اجراء بشأنها، لذا من المهم ان نقوم بتطوير تكنولوجيات تكفل التقاط بعض من هذه المواد.


ويتلخص مقترح ريد في تصميم رمح حاد بطول نحو 30 سم، حيث يجري تركيبها على "قمر صناعي مطارد".


وتستخدم الصور التي ترسل الى الارض في دراسة الهدف وتقديره قبل تحرك القمر الصناعي المطارد لاصطياد هدفه.


وبمجرد اصابة الرمح لقشرة القمر الصناعي المعطوب يقوم القمر الصناعي المطارد بالتعامل مع الهدف او تركيب وحدة توجيه مستقلة تقوم بعملها لجذب القمر المعطوب تجاه الارض.



قلق بالغ

ومازال البحث في مراحله الاولى، واستطاعت بي بي سي تصوير تجارب اطلاق رمح بدائي في قاعدة ستيفيندج التابعة للمؤسسة البريطانية.

وتقوم المؤسسة، التي تعد أكبر شركة تصنيع فضائية في اوروبا، بدراسة افكار اخرى في مراكزها الواقعة في فرنسا وألمانيا.


وتضم هذه الافكار تطوير مجموعة من الشراك واجهزة التقاط آلية.


ويمكن للرمح التعامل على نحو جيد مع انواع الاقمار الصناعية متقلبة الحركة، على سبيل المثال، غير ان هذا المنهج له انتقادات يخشى منها ان يتسبب في زيادة المشكلات التي تواجه الانسان في الفضاء.


وقال ريد "تاريخيا يعد احد المصادر الرئيسية للحطام الفضائي هو ما ينجم عن انفجار خزانات الوقود في قمم الصواريخ المستهلكة."


من الجدير بالذكر ان اكثر من خمسين عاما من النشاط الفضائي اثمرت عن كم هائل من الخردة الفضائية التي تسبح في المدار، وهي مخلفات لا تتضمن فقط اقمارا صناعية كاملة او قمم الصواريخ التي تستخدم لوضع الاقمار الصناعية في الفضاء فحسب، بل تضم الحطام الناتج عن انفجار خزانات الوقود.


ومن ابرز هذه الحوادث، حدثان كان اولها هو عملية تدمير مخططة اجرتها الصين لقمر صناعي يرصد الاحوال الجوية، حيث دمرته باستخدام صاروخ عام 2007، فيما كان الحدث الثاني هو عملية اصطدام طارئة عام 2009 للقمرين الصناعيين (كوزموس 2251) و (اريديام 33) واسفراعن مئات الالاف من الشظايا الجديدة.


وقال ريتشارد كراوثر كبير مهندسي وكالة الفضاء البريطانية ان هناك فرصة صغيرة للتغلب على الامر قبل بداية زيادة عدد التصادمات وتعاقب المشكلات المتعلقة بالاقمار الصناعية المعطوبة والحطام.


لكنه حذر في الوقت عينه من اي قرار لازالة قمر صناعي لكونه يقتضي اتفاقا دوليا.


يذكر ان فكرة رمح مؤسسة "استريوم يو كيه" سوف تطرح امام المؤتمر الدولي الثالث والستين لرواد الفضاء في نابولي بايطاليا يوم الاربعاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق