أعلنت مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدّم"إياست" عن نجاح إطلاق القمر الصناعي "دبي سات-2" إلى الفضاء الخارجي في تمام الساعة 11:10 من صباح اليوم ، في إنجاز جديد استكمالاً لمسيرة الإنجازات المتلاحقة التي تقودها "إياست" في مجال علوم الفضاء والتقنية المتقدمة، وتم إطلاق القمر الصناعي إلى الفضاء من قاعدة "يازني" الروسية على متن الصاروخ "دنيبر" التابع لشركة الفضاء الدولية الروسية "كوزموتراس" بإشراف ممثلين عن المؤسسة وعدد من المهندسين، وكشفت "إياست" عن نجاح فريق العمل من المهندسين الإماراتيين في المحطّة الأرضية من التواصل مباشرةً مع "دبي سات-2"، الذي وصل إلى مداره الفضائي بعد 15 دقيقة و 33 ثانية من لحظة الإطلاق.
كما تم تحديد مسار القمر الصناعي بدقة متناهية لتبدأ بعدها عملية تدقيق وتبادل البيانات في إطار المرحلة التمهيدية لبدء التشغيل الفعلي والاستفادة الفعلية من القمر الصناعي. و تبلغ سرعة القمر "دبي سات-2" 7,55 كيلومترات في الثانية، حتى يصل الى الارتفاع النهائي الثابت عن سطح الأرض والبالغ 600 كيلومتر، ويحظى "دبي سات-2" بأهمية استراتيجية، فهو مزوّد بنظام الدفع الذي يتيح له إمكانية التحكم بارتفاعه عن سطح الأرض وتعديل مساره بصورة أوتوماتيكية في حال حدوث أي انحراف عن المدار الفضائي وذلك من خلال أوامر محفوظة مسبقا في غرفة التحكم، ويتميز القمر الصناعي الجديد بتكنولوجيا مبتكرة تساعد في تعزيز التحكم بالدوران وزيادة السرعة بنسبة 300% مقارنةً بـ ''دبي سات-1"، وقام فريق العمل بفتح ألواح الطاقة الشمسية الخاصة بـ "دبي سات-2" التي تعتبر المصدر الرئيسي للطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل أجهزة التكنولوجيا خلال فترة التواجد في الفضاء الخارجي والتي تمتد إلى خمس سنوات من تاريخ الإطلاق. ويبلغ زمن دورة القمر حول الأرض 96 دقيقة، وسوف يقضي 60% من
وقت دورانه وهو معرّض لأشعّة الشمس.
وأعرب ، مدير عام "مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة"،يوسف الشيباني، عن شعوره بالفخر والاعتزاز بالإنجاز الجديد الذي يؤكّد النقلة النوعية التي تقودها دبي على صعيد بناء قوى بشرية مواطنة قادرة على تحقيق الريادة ضمن عالم الفضاء تجسيداً للرؤية الثاقبة والتوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله) في الوصول إلى مصاف أبرز الأمم المتقدمة في العالم، لافتاً إلى أنّ نجاح "دبي سات-2" يأتي تتويجاً لمسيرة حافلة بالعمل الجاد لتجسيد التطلعات المستقبلية المتمحورة حول جعل الإمارات قاعدة رئيسية لتصنيع الأقمار الصناعية ومركزاً رائداً لصناعة الفضاء في العالم.
وثمّن الشيباني، جهود المهندسين الإماراتيين والكوريين الذي بذلوا جهوداً حثيثة لضمان استكمال القمر الصناعي في الوقت المحدّد وفق أعلى المعايير العالمية المتّبعة في صناعة الفضاء وذلك بالتعاون مع "ساتريك إنيشيتيف". مضيفاً: "نتطلع عقب نجاح "دبي سات-1" و"دبي سات-2" إلى إطلاق "دبي سات-3" إلى الفضاء بحلول العام 2017 في إطار سعينا الحثيث لقيادة النهضة العلمية الشاملة في دولة الإمارات. ويكتسب "دبي سات-3" بعداً استراتيجياً باعتباره القمر الصناعي الأول الذي سيتم استكماله بأيدٍ وخبرات إماراتية 100% على أرض الإمارات.
ونتطلع قدماً إلى مواصلة الاستثمار في العنصر البشري المواطن وترسيخ ثقافة البحث العلمي المتقدم والابتكار التكنولوجي بما يصب في خدمة أهداف خطة دبي الاستراتيجية و"رؤية الإمارات 2021" المتمثلة في بناء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق